12‏/6‏/2009

سلاطيـن المغـرب منحـوا قديمـا الحكـم الذاتـي وتفويـض صلاحيـات التسييـر لرعاياهـم

الرباط: عبـد الفتـاح الفـاتحـي
أكدت دراسة حول "التسرب الاسباني إلى شواطئ الصحراء المغربية 1860- 1934" لنور الدين بلحداد أن نظام الحكم الذاتي المقترح للأقاليم الصحراوية ليس وليد العصر الحاضر بل أسلوبا للحكم كان قائما تاريخيا لا يصح إلا بشرط البيعة، يجسد طبيعة التعاقد القائم بين الأقاليم الصحراوية وسلاطين المغرب في العاصمة (مراكش، فاس، الرباط)/ (الإدارة المركزية)، كما أشارت الدراسة إلى أن الوثائق التاريخية أكدت أن القبائل الصحراوية كانت تعين لها رئيسا لا يكون شرعيا إلا بشرط البيعة وتوصله بالطابع السلطاني. وقد تناولت فعاليات مهتمة هذه الدراسة بالفحص والتحليل بمعهد الدراسات الإفريقيـة بالرباط. مجلـس الأربعيـن بالصحـراء كان ينتخـب رئيسـا له، يزكـى بحصـوله علـى الطابـع السلطانـيوقد حظيت هذه الدراسة بتنويه الأستاذ العربي المساري، معتبرا إياها إضافة علمية أخرى تعزز بالوثائق الأجنبية والمغربية مغربية الصحراء لمن لا يزال في حاجة إلى دليل، وذلك بمزيد من إبراز طبيعة الترابط القوي بين سلاطين المغرب وتسيير مناطق الصحراء المغربية، حيث توقف الباحث عند حقائق تاريخية جديدة تؤكد ذلك، منها التزام قبائل الصحراء بعهـد البيعة كركيزة يستلزم الإيمان بها لتسيير شؤون الرعايا في الصحراء، ووفقا يجري عرف تعيين القواد والقضاة بالصحراء، كتعيين الشيخ ماء العينين نائبا سلطانيا على المناطق الصحراوية سنة 1879، وتعين القائد دحمان ولد بيروك في منطقة واد نون 1882، وتعين القائد أحمد لعروسي من قبائل لعروسيين على واد الذهب بالصحراء... ولم يخف العربي المساري إعجابه بأهمية الوثائق الجديدة التي اعتمدها الباحث لأول مرة، ودرجة الحياد والموضوعية التي التزم بها، وبسيرورة السرد المسترسل وفق منظور تاريخي يكشف تطور طبيعة تدبير التفاوض بين السلطات المركزية المغربية من جهة والاستعمار البريطاني والإسباني من جهة ثانية حول طرفاية وقبائل أيت باعمران، وخاصة التفاوض حول إقامة مركز للصيد في ما يسميه الإسبانيون بمنطقة سانتكروز. فنـدت هـذه الدراسـة مزاعـم الاسبـان القائلـة بأن الصحـراء كانـت أرض خـلاءكما أثبتت الدراسة اعتراف السلطات البريطانية بأنها كانت تحتل طرفاية سنة 1879 إلى 1895 التي كانت تابعة للسيادة المغربية. وعليه تكون الدراسة حسب العربي المساري قد فندت مزاعـم الاسبانيين القائلة بأن الصحراء كانت أرض خلاء، وهي مزاعم لم تعد قادرة على الصمود أمام الأدلة والحج الجديدة التي تضمنها دراسة "التسرب الإسباني إلى شواطئ الصحراء المغربية" لنور الدين بلحداد. كما أبرز العربي المساري ميزة الدراسة في الوقوف على نمطية البعد التفاوضي الذي اعتمده السلاطين المغاربة في التفاوض مع المحتل حول وجودهم في الثغور والشواطئ المغربية شواطئ الشمال والصحراء، إذ لم تشر الوثائق الأجنبية تخلي السلاطين عن حماية هذه الشواطئ والذود عنها، بل ظلت خزينة المخزن تتحمل مصاريف التعويض والغرامات التي كان المحتل يفرضها على الخزينة، حينما كانت قبائل الصحراء تهاجم مراكز صيده في سواحل الصحراء. ونوهـت قراءة الأستاذ الجيلالي عدنان من كلية الآداب بالرباط، بغنى الدراسة من حيث الوثائق المعتمدة وتنوعها أيضا بين وثائق مغربية وأجنبية اسبانية وفرنسية وبريطانية، معتبرا أن قيمة الدراسة تكمن أيضا في كونه يغطي حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الصحراء المغربية، حقبة تؤشر كافة الدلائل على ارتباطها العضوي والسياسي والديني والاجتماعي لقبائل الصحراء بسلاطين وملوك المغرب، مبرزا درجة توافق الباحث في استلهام دلائل تاريخية قوية لتفنيد مزاعم القول بأن أرض الصحراء كانت أرض خلاء كما تذكر تصريحات السياسيين الإسبان آنذاك، وتؤكد بالدليل والحجة على العلاقة المصيرية لقبائل الصحراء بالسلاطين وملوك المغرب. وأبدى الأستاذ محمد جاري من معهد الدراسات الإفريقية في قراءته ثلاثة قضايا هامة للدراسة رؤية التحليل وتسوية النزاعات، التي لا يمكن فهمها دون تحديد الأسباب وأسس الخلاف وجذوره التاريخية عبر كرونولوجيا تاريخية ترصد تطور مظاهره من صراع سياسي وجغرافي وثقافي واجتماعي، ثم تطور هذا النزاع من صراع مغربي – اسباني إلى صراع جيوسياسي المغرب-الجزائر ثم صراع استراتيجي بعد تدويله صراع مغربي-بريطاني-فرنسي-ايطالي شرق-غرب. ذلك أن الدراسة قد توقفت مليا على طبيعة تعاطي وتفاوض ملوك المغرب حول الثغور والشواطئ المحتلة، وكذا تطور الدبلوماسية المغربية في تدبير نزاع الصحراء قبل تدويله مع الاستعمار البريطاني والفرنسي والإسباني وبعد معاهدة مدريد، أو بعد التدويل ودخول أطراف لم تكن في الحساب (الجزائر). وذهب المؤلف نور الدين بلحداد في تصريح لجريـدة العلـم أن الوثائق التاريخية الأجنبية والمغربية أقرت دوما الارتباط العضوي بين الصحراء والسلطة المركزية في مراكش وفاس أو الرباط، كلها تؤكد أن تعيين القواد والقضاة من الصحراء كان يتم بعد تعيين القبائل لرئيس تتم تزكيته بالطابع السلطاني بناء على عهد البيعة، كما أن السلطات المركزية كانت إلى جانب القبائل تمدهم بالسلاح وتمنحهم صلاحيات التعاملات التجارية، موضحا أن تدهور العلاقة بين بعض القبائل والسلطة المركزية التي تستند عليها المزاعم الاسبانية لا تعني بالضرورة تحييد عهد البيعة وانتماء هذه المناطق للمغرب، وبالتالي نزع سيادة المغرب عنها. وحول عملية التدبير السياسي لتلك المناطق أشار الباحث بأن ذلك كان يتم برؤية لا تختلف عن مشروع الحكم الذاتي، ذلك أن سلاطين المغرب كانوا يفوضون عدة صلاحيات تسيير مناطق الصحراء لرعياهم من الشيوخ والأعيان للسهر على تسيير شؤونهم السياسية والاجتماعية والدينية تحت سيادة السلطان، مستدلا بما جاء في كتاب "المعسول" للمختار السوسي الذي استعرض طبيعة عمل مجلس الأربعين الذي يتكون من أعيان قبائل الصحراء ينتخب رئيسا له، يزكى بحصول الرئيس أو النائب بالطابع السلطاني بناء على شرط البيعة. مقتـرح الحكـم الذاتـي يجـد تبريراتـه فـي التفويـض التاريخـي لسلاطيـن المغـرب صلاحيـات لرعاياهـم فـي الصحـراء لتدبيـر شؤونهـم بأنفسهـم وشدد الباحث التأكيد بأن مقترح الحكم الذاتي يجد تبريراته التاريخية بالنظر إلى الصلاحيات التي كان يفوضها سلاطين المغرب لرعاياهم في الصحراء لتدبير شؤونهم بأنفسهم، وفق الالتزام بشروط الطاعة والولاء، وأكد أن هذه الرؤية لم تكن مقتصرة على المناطق الصحراوية فحسب، وإنما كانت معتمدة حتى في الشمال، وهو ما يبرزه تعين السلطان مولاي الحسن لنائب سلطاني له بطنجة في شخص محمد بركاش، والنائب الشيخ ماء العينيين في الصحراء. الباحث لم يفته تبرير الترابط القوي بين سكان الصحراء بالسلطة المركزية اعتمادهم المذهب المالكي المنتشر في مراكش، وتماثل الطابع المعماري في الصحراء بالطابع المغربي، خاصة توافق زاوية السمارة التي بعث لبنائها السلطان مولاي عبد العزيز "معلمين" وصناع وحرفيين من فكيك ووجدة وفاس ومن واد دانون لعكس وحدة المعمار المغربي، كما أن الوثائق أكدت وفاء القبائل الصحراوية بالهوية المغربية، رغم الاغراءات المالية الكبرى التي قدمها لها المستعمر للانفصال عن الوطن الأم، وخاصة الهدايا السخية التي تبرأ منها الشيخ ماء العينين بين سنة 1880-1892

11‏/12‏/2008

برلماني ألماني ينصح البوليساريو والصحراويين المحتجزين بالعودة إلى الأقاليم المغربية الجنوبية

برلين 9/ 12/ 2008/و م ع/

دعا عضو البرلمان (البوندستاغ) الألماني كارل أديكس الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف والبوليساريو بمغادرة هذه المخيمات والعودة إلى الأقاليم الجنوبية " في إطار الحكم الذاتي الموسع كما طرحه المغرب ".

وشبه البرلماني الألماني, في مقال نشره على موقعه الالكتروني, البوليساريو بجهاز الستازي (البوليس السري لألمانيا الشرقية سابقا) قائلا إن الصحراويين المحتجزين بالمخيمات "غير مسموح لهم بالولوج إلا إلى وسائل إعلام مسيرة بطرق جهاز ستازي, وغير مسموح لهم باختيار مكان إقامتهم, وهم غير أحرار, ويستعملون كرهائن للمقايضة".

وقال: " لا يمكن للمرء إلا أن ينصح الصحراويين المحتجزين " بمغادرة المخيمات وجهاز الستازي 'للبوليساريو' بالعودة, على النحو الذي اقترحه المغرب" إلى الأقاليم الجنوبية.

وأضاف أن الصحراويين المحتجزين منذ مدة طويلة فوق التراب الجزائري بتندوف, "ستزداد أمورهم سوءا إذا ظلوا تحت سيطرة 'البوليساريو'", مؤكدا أن مصطلح "الحرية" غريب عن قاموس "البوليساريو".

وكارل أديكس (من مواليد 1950) نائب برلماني عضو اللجنة المديرية للحزب الديمقراطي الحر- (اف دي بي) رابع قوة سياسية في ألمانيا- في دائرة مدينة ساربروك (غرب ألمانيا, على الحدود مع فرنسا).

كما أنه عضو بلجنة التعاون الاقتصادي والتنمية ولجنة حقوق الإنسان والمساعدة الإنسانية بالبرلمان الألماني, وعضو في منظمة العفو الدولية. وهو أيضا عضو في جمعية المقاولات الألمانية- الإفريقية التي ساهمت في تنظيم يوم دراسي حول الاقتصاد المغربي في فاتح دجنبر الجاري بهامبورغ .

12‏/11‏/2008

النائبة الأولى لرئيس مجلس النواب الأرجنتيني تعبر عن دعمها للحكم الذاتي بالصحراء


النائبة الأولى لرئيس مجلس النواب الأرجنتيني تعبر عن دعمها للحكم الذاتي بالصحراء

عبرت النائبة الأولى لرئيس مجلس النواب الأرجنتيني السيدة باتريسيا فاكا نارفاجا عن دعمها للمبادرة المغربية الرامية إلى منح حكم ذاتي للصحراء, معتبرة أنه «في مواجهة العولمة, فإن أسوأ ما يمكننا فعله هو تجزيء وتقسيم بلداننا».

ودعت النائبة الأرجنتينية, التي استقبلت يوم الاثنين بمقر البرلمان ببوينوس آيرس الوفد المغربي الذي شارك في اجتماع المشاورات السياسية الدورية على صعيد وزارتي الشؤون الخارجية, كل أولئك الذين يأملون في تحقيق الاندماج المغاربي إلى «العمل في هذا الاتجاه» والمساهمة في ذلك قدر المستطاع, مع «العدول عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان» المنطقة.

وأوضحت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنها اطلعت على المبادرة المغربية التي تسير في اتجاه التوافق, وتعهدت بالعمل من أجل دعمها.

وقالت إن «الحكم الذاتي يعد من بين التصورات الحديثة» لتقرير المصير على اعتبار أنه يعني إمكانية تدبير الشؤون بشكل ديمقراطي, «ولكن في إطار أمة, وهو أمر بالغ الأهمية».

من ناحية أخرى, أبرزت النائبة الأرجنتينية الروابط التاريخية القائمة بين الأرجنتين والمغرب, داعية إلى مواصلة الجهود الرامية إلى تعزيزها على صعيد التمثيليات البرلمانية, وكذا في إطار الأمم المتحدة وداخل الاتحاد البرلماني.

ومن جهة أخرى, تعهدت السيدة باتريسيا فاكا نارفاجا بالقيام بالخطوات اللازمة بهدف إعطاء دينامية لمجموعة الصداقة البرلمانية بين الأرجنتين والمغرب في أفق تعميق وتعزيز العلاقات بين البلدين بشكل أكبر.

10‏/11‏/2008

لقاء بين السيد خليهن ولد الرشيد ورئيسة المجموعة البرلمانية لدول الأنديز


اجتمع رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، السيد خليهن ولد الرشيد، مساء يوم الجمعة بمقر الكوركاس بالرباط برئيسة المجموعة البربمانية لدول الأنديز ، السيدة إيفوني دي خويث دي باكي.

وكان اللقاء فرصة للطرفين للحديث عن قضية الصحراء والوحدة الترابية للمملكة، والتطورات الأخيرة التي شهدتها القضية إثر تقديم المغرب لمبادرة الحكم الذاتي وجولات مفاوضات مانهاست التي نوهت بجهود المغرب لحل النزاع الذي طال أمده.

وفي تصريح للصحافة، قالت السيدة إيفوني التي كانت تقوم رفقة الوفد البرلماني بزيارة رسمية للمغرب: " المبادرة المغربية لمنح الحكم الذاتي تمثل حلا لنزاع الصحراء".

كما اجتمعت رئيسة المجموعة البرلمانية لدول الأنديز بأمريكا اللاتينية ( بوليفيا، كولومبيا، إلإكوادور، البيرو، فينيزويلا) برئيس غرفة البرلمان، السيد مصطفى المنصوري، وكاتب الدولة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، السيد أحمد لخريف.

27‏/10‏/2008

جبهة البوليساريو مدعوة إلى تقديم اقتراح خلاّق لحل نزاع الصحراء الغربية

وصفت الإدارة الأميركية اقتراح المغرب منح الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً بأنه «المبادرة الأكثر جوهرية منذ فترة». وصرّح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط والمغرب العربي ديفيد ولش، في أعقاب محادثات أجراها مع وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس، بأن بلاده «لا تشارك في شكل مباشر في المفاوضات بين المغرب وبوليساريو للتوصل إلى تسوية النزاع»، غير أنها ترى أن الاقتراح المغربي «يجب أن يتم أخذه في الاعتبار بمزيد من الجدية».

وتمنى ولش على «بوليساريو» القيام بمبادرة في هذا الاتجاه، قائلاً «إذا كان للطرف الآخر رؤيته الخاصة، فيجب عليه اقتراح تغييرات من أجل التقدم، كما هو الحال دائماً، في المفاوضات». ودعا «بوليساريو»، في غضون ذلك، إلى تقديم «اقتراح خلاّق»، في اشارة فسّرتها مصادر ديبلوماسية بأنها تعني عدم الحياد عن إطار الحكم الذاتي، طالما أن المسؤول الأميركي لم يعرض إلى اقتراحها الخاص بالعودة إلى خطة الاستفتاء.

وأعرب ولش عن أمل بلاده في «تقدم عملية المفاوضات» التي ترعاها الأمم المتحدة. وقال: «نشجّع بوليساريو على المشاركة في الجولة الجديدة من المفاوضات، ونأمل أن يتم تحديد موعدها في وقت قريب».

وتأتي دعوة المسؤول الأميركي امتداداً لمبادرات سابقة آخرها دعوة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «بوليساريو» إلى التوجه إلى الجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست «بروح منفتحة».

غير أن المسؤول الأميركي رأى أنه في حال اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وسيطاً دولياً أميركي الجنسية في نزاع الصحراء فإن الأمر «سيكون جيداً»، في اشارة إلى الموفد الدولي المرتقب كريستوفر روس الذي قال عنه إنه ديبلوماسي «يتوافر على تجربة كبيرة في المنطقة، ويمكن أن يكون موضوعياً جداً».

إلى ذلك، أشادت الحكومة البريطانية بالجهود التي بذلها الموفد الدولي السابق بيتر فان فالسوم من أجل التوصل إلى حل نزاع الصحراء. وقال وزير الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية المكلف شمال افريقيا والشرق الأوسط بيل راميل إن حكومة بلاده تشيد بجهوده، وإنها «ستعمل مع المبعوث الشخصي الجديد حال تعيينه»، مؤكداً أن تعيين هؤلاء الموفدين يدخل في اختصاصات الأمين العام للأمم المتحدة و «المملكة المتحدة تحترم هذه الاستقلالية الخاصة».

من جهته، سجّل رئيس الديبلوماسية المغربية الطيب الفاسي الفهري أن تعاطي الأمم المتحدة مع نزاع الصحراء عرف «تطوراً نوعياً» يتجلى، على حد تعبيره، في «تغيير الخطاب واللغة والمصطلحات التي أصبح يعُالج بها هذا الملف». وعرض الوزير أمام مجلس حكومي رأسه عباس الفاسي رئيس الوزراء أول من أمس ملامح هذه التطورات، قائلاً إن «محاولات الجزائر المنهجية لاستصدار قرار يقفز على التطور الديبلوماسي الحاصل ويعمل على اجترار اطروحات متجاوزة باءت بالفشل»، في اشارة إلى المواجهات التي كانت اللجنة الرابعة للأمم المتحدة مسرحاً لها قبل التوصل إلى بيان وفاقي يدعم صيغة المفاوضات ومفهوم الحل السياسي في تقرير المصير.
في غضون ذلك، اكدت مصادر رسمية رفيعة المستوى لـ «الحياة» أن «لا اعتراض للمغرب على تعيين الموفد الدولي الذي يختاره الأمين العام بان كي مون»، وأن المغرب ملتزم المشاركة في الجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست في ضوء الانطلاق من خلاصات الجولات السابقة، وليس البدء من نقطة الصفر

21‏/10‏/2008

الصحراء الغربية نزاع إقليمي ينبغي أن يحل إقليميا

نيويورك (الأمم المتحدة) /21 /10 /2008/

جدد السفير المساعد للمندوب الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة السيد حميد شبار التأكيد يوم الاثنين خلال مناقشات اللجنة الرابعة للأمم المتحدة أن" قضية الصحراء تشكل نزاعا إقليميا ينبغي تسويته على المستوى الإقليمي"..

وأضاف السيد شبار أن الأمر يتعلق أيضا بمشكل سياسي يتم دراسته حاليا, على هذا الأساس, من طرف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفند الدبلوماسي المغربي, في معرض رده على مندوب الجزائر الذي اعتبر المغرب "قوة محتلة", الأكاذيب التي يروج لها المسؤولون الجزائريون حول هذا الملف.

وذكر بأن" الخطاب الجزائري يتضمن كالعادة أكاذيب تاريخية", مشيرا إلى أن" أيا من تقارير الأمين العام للأمم المتحدة أو قرارات مجلس الأمن أو الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لم تشر إلى المغرب باعتباره قوة محتلة".

وأوضح أن" مسلسل تحرير الصحراء تم بشكل شامل", مذكرا في هذا الصدد بأن اتفاق مدريد المبرم سنة1975 بالعيون أتاح تعزيز سيادة المملكة على مجموع الصحراء وأن الجمعية المحلية أو الجماعة التي اجتمعت في فبراير1976 أعربت عن" ارتياحها الكامل وموافقتها التامة على تحرير هذا الإقليم ".

من جهة أخرى, أشار الدبلوماسي المغربي إلى أنه" مع اعتراف الجزائر بصلاحية طرق التعبير الثلاثة عن الحق في تقرير المصير كما أوردها قرار1541 (1960 ) للجمعية العامة, فإنها لم تتوقف عن تقديم قراءة انتقائية ومتحيزة لهذا القرار نفسه بربطها تقرير المصير بشكل أحادي وقصري بالاستقلال في الوقت الذي تعتبر المجموعة القانونية الدولية الحكم الذاتي شكلا حديثا وديمقراطيا يتيح الممارسة الفعلية للحق في تقرير المصير الذي وافق عليه المغرب ".

المصدر: و م ع

10‏/10‏/2008

الاندماج في إفريقيا عبر الحكم الذاتي

موضوع الاندماج المغاربي والافريقي المبني على حل التوافق المتمثل في خيار الحكم الذاتي شكل موضوع مداخلة الأستاذ الجامعي الغابوني مارك لويس روبيفيا من جامعة عمر بانغو بليبروفيل. وقال السيد روبيفيا إن المقترح المغربي لمنح حكم ذاتي في الصحراء" مبادرة خلاقة, تتماشى مع ما يتناسب وأهداف الاندماج في إفريقيا".
وأكد الأستاذ الجامعي أن" الموقف المغربي الخلاق يتماشى مع المفاهيم الحديثة للإدارة الترابية, ويشهد عن إرادة في تعايش شعوب المغرب العربي معا داخل نسيج سياسي واقتصادي منسجم", مشيرا إلى أن المملكة لم تكن أبدا "سلطة استعمارية, بل دولة قاومت الهيمنات الخارجية", مذكرا بأن المغرب كان سباقا إلى المطالبة بإنهاء الوجود الاستعماري الإسباني في الصحراء .

ويرى روبيفيا أن مقترح الحكم الذاتي يكتسي "ميزة حماية المجتمع الدولي من انفجار جديد ذي آثار جانبية قد تكون أكثر اتساعا وأكثر كارثية", وأن منح الحكم الذاتي في الصحراء يأتي ك" تأكيد صريح على خصوصية صحراوية داخل الأمة المغربية الكبرى التي كانت موجودة قبل اقتحام الاستعمار الفرنسي والإسباني لهذا الجزء الغربي من المغرب العربي".

كما وجه الأستاذ الجامعي الغابوني دعوة عاجلة إلى "الأنصار التقليديين لاستقلال أو تقسيم الصحراء الذي سبق أن اقترحه الجانب الجزائري", داعيا إلى إجراء" مفاوضات بروح من الواقعية والتوافق, وفي مناخ تطبعه الثقة, وهو ما من شأنه أن يساهم سريعا في اعتماد الحل الوحيد لهذا النزاع: أي الحل السياسي".
وشدد روبيفيا على أن من شأن المقترح المغربي ضمان التماسك والاستقرار الإقليمي على طريق بناء اتحاد المغرب العربي