5‏/7‏/2007

تقرير الأمين العام المتعلق بحالة المفاوضات بشأن الصحراء والتقدم المحرز فيها

أولا ـ مقدمة

1 ـ هذا التقرير مقدم عملا بقرار مجلس الامن 1754 (2007) المؤرخ 30 أبريل 2007، الذي أهاب فيه المجلس بالطرفين أن يدخلا في مفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع أخذ التطورات الحاصلة على مدار الشهور الاخيرة في الحسبان، من أجل التوصل الى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، بما يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره• وفي ذلك القرار، طلب المجلس أيضا الى الامين العام أن يقدم، بحلول 30 يونيو 2007، تقريرا عن حالة تلك المفاوضات التي تجري تحت رعايته والتقدم المحرز فيها، وأعرب عن اعتزامه عقد اجتماع لاستلام ذلك التقرير ومناقشته• وهذا التقرير يتناول التطورات التي حصلت منذ صدور تقريري المؤرخ 13 أبريل 2007 (S/2007/202) وهو يصف كلا من المشاورات الأولية وحالة المفاوضات والتقدم المحرز فيها•

ثانيا ـ الأنشطة التي اضطلع بها مبعوثي الشخصي

2 ـ عملا بقرار مجلس الأمن 1754 (2007)، أجرى مبعوثي الشخصي، السيد بيتر فان والسوم، مناقشات أولية في نيويورك وعلى انفراد مع ممثلي الطرفين، وهما المغرب وجبهة البوليساريو، ومع ممثلي الدولتين المجاورتين، وهما الجزائر وموريتانيا، وذلك تحضيرا لاجتماع الطرفين• وأثناء تلك المشاورات، استمع مبعوثي الشخصي الى شواغل ومواقف الطرفين والبلدين المجاورين في ما يتعلق بإجراء المفاوضات، وكرر الطرفان الإعراب عن رغبتهما في الدخول في مفاوضات بحسن نية تحت رعايتي•

3 ـ وفي ماي ويونيو 2007، أجرى مبعوثي الشخصي أيضا مشاورات في نيويورك مع ممثلي الدول الاعضاء المهتمة بالمسألة، بما فيها فرنسا، والاتحاد الروسي، وإسبانيا، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، والولايات المتحدة الامريكية، وقام بزيارات قصيرة الى لندن ومدريد وباريس وواشنطن العاصمة بغرض إجراء مشاورات إضافية• وأثناء تلك الاجتماعات، لمس التزاما بالحفاظ على الزخم الدافع نحو عملية تفاوض واستعدادا لتوفير الدعم السياسي وتقديم المساعدة بغرض جعل المفاوضات ممكنة• وتكرر القول بأن مجلس الامن قد دأب على توضيح أنه لن يفرض حلا لمسألة الصحراء الغربية، لكنه ملتزم بمساعدة الطرفين على التوصل الى حل سياسي مقبول للطرفين، يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره•

4 ـ وفي رسالة مؤرخةب 25 ماي 2007، دعوت الطرفين الى أن يبعثا وفدين للالتقاء بمبعوثي الشخصي، السيد فان والسوم، وفي ضيعة غرينتري بمانهاست، بولاية نيويورك، يومي 18 و19 يونيو 2007• وكنت قد ذكرت في رسالتي بصورة محددة أن المناقشات ستكون سرية• وفي رسائل مماثلة، دعوت الجزائر وموريتانيا الى حضور اجتماع مانهاست باعتبارهما بلدين مجاورين•

5 ـ وعقد الاجتماع في ضيعة غرينتري يومي 18 و19 يونيو، كما كان مقررا• وعقد الطرفان اجتماعات منفصلة مع مبعوثي الشخصي، فضلا عن جلستين من المناقشات المباشرة، لأول مرة منذ المحادثات المباشرة التي أجريت في لندن وبرلين عام 2000، وكان ممثلو البلدين المجاورين، أي الجزائر وموريتانيا، حاضرين في الجلستين الافتتاحية والختامية، وأجريت مشاورات انفرادية معهم خلال الاجتماع الذي دام يومين• كما رُحب بهم مبدئيا لحضور الاجتماعات المشتركة للطرفين، لكن جميع الوفود قبلت التفاهم الذي مؤداه أنه متى فضل أي من الطرفين الاجتماع بدون البلدين المجاورين لا يشترك في الاجتماع، أي من البلدين المجاورين•

6 ـ وافتتح الاجتماع السيد ب•لين باسكو، وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، الذي أكد أنه من المهم خلال التحضير لعملية المفاوضات، تهيئة جو يسوده حسن النية والثقة المتبادلة• كما دعا الطرفين الى التحفظ واحترام السرية، وحث كافة الوفود على التحلي بحسن التقدير والامتناع عن استخدام لغة قد تؤدي الى التهاب الأجواء، لا الى تهيئة الاجواء كي تفضي الى مفاوضات مثمرة• وذكر الحاضرين في الاجتماع بأن نجاح المفاوضات أو فشلها سيتوقف في نهاية المطاف على تسلح الطرفين بالإرادة السياسية اللازمة لحل خلافاتهما من خلال الحوار والحلول التوفيقية• والغرض من وجود الأمم المتحدة، من خلال المساعي الحميدة للأمين العام، هو تيسير المناقشات بكل السبل الممكنة، لكن مسؤولية إيجاد حل مقبول للطرفين تقع على عاتق الطرفين•

7 ـ وعملا على تيسير التفاوض، طالب مبعوثي الشخصي بإجراء نقاش مفتوح وصريح، على أن يتسم بالاحترام• وأثناء المناقشات، أكد الطرفان من جديد التزامهما بالعملية وبدا أنهما عازمان على عدم التسبب في انهيار المفاوضات• ورغم أنهما أكدا، كلاهما، احترامهما لمبدأ تقرير المصير وقبلا قرار مجلس الامن 1754 (2007) بوصفه صك ولاية للمفاوضات، ظلت مواقفهما متباعدة في ما يخص تعريف تقرير المصير•

8 ـ ووافق الطرفان على بلاغ مبعوثي الشخصي، الوارد في مرفق هذا التقرير• وأعرب مبعوثي الشخصي في ملاحظاته الختامية، عن ارتياحه للمناخ الإيجابي الذي ساد أثناء المفاوضات• غير أنه أضاف قائلا إن عملية التفاوض لا يمكن دعمها بمجرد المناخ الذي يسودها•

9 ـ وإنني أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تقديري لمؤسسة غرينتري، التي أتاحت ضيعة غرينتري لتكون مقرا للاجتماع يومي 18 و19 يونيو 2007•

مرفق التقرير:

بلاغ المبعوث الشخصي للأمين العام الى الصحراء الغربية، الصادر في 19 يونيو 2007 بموافقة الطرفين، عن الاجتماع الذي عقد في ضيعة غرينتري بمانهاست، بولاية نيويورك•

وفقا لقرار مجلس الأمن 1754 (2007) المؤرخ في 30 أبريل 2007 المتعلق بالصحراء الغربية، اتخذ الامين العام الترتيبات اللازمة لكي يدخل المغرب وجبهة البوليساريو في مفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع أخذ التطورات الحاصلة على مدار الشهور الاخيرة في الحسبان، من أجل التوصل الى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، بما يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره•
وعقد الاجتماع تحت رعاية الأمين العام في ضيعة غرينتري في مانهاست، بولاية نيويورك، يومي 18 و19 يونيو 2007، باشتراك الطرفين، أي المغرب وجبهة البوليساريو• وحضر أيضا الجلستين الافتتاحية والختامية ممثلو البلدين المجاورين، الجزائر وموريتانيا، وأجريت معهم مشاورات انفرادية•
وأثناء الاجتماع، بدأت المفاوضات على النحو المطلوب بموجب قرار بمجلس الأمن 1754 (2007)• واتفق الطرفان على أن تستمر عملية المفاوضات في مانهاست في الاسبوع الثاني من غشت 2007•

4‏/7‏/2007

مجلس الأمن يعقد جلسة مشاورات حول قضية الصحراء في11 يوليوز الجاري

يعقد مجلس الأمن في 11 يوليوز الجاري جلسة مشاورات حول قضية الصحراء على أساس تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المتعلق ب" حالة المفاوضات والتقدم المحرز فيها " حول هذا الملف والذي نشر يوم الثلاثاء بنيويورك.
وأوضح رئيس المجلس خلال الشهر الجاري،سفير الصين،غوانغيا وانغ أن " المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بيتر فان والسوم سيقدم عرضا أمام المجلس حول التطورات الأخيرة لملف الصحراء خاصة المفاوضات المباشرة " بين الأطراف.
ووصف الدبلوماسي الصيني، الذي كان يتحدث يوم الثلاثاء إلى الصحافة،المفاوضات التي انعقدت في 18 و19 يونيو الماضي بمانهاست تحت إشراف الأمم المتحدة " بالمؤشر الإيجابي وبداية مسلسل للتقليص من الخلافات بين الأطراف من أجل التوصل إلى حل بخصوص هذا الملف ".
وفي تقريره الأخير حول قضية الصحراء بعد إصدار مجلس الأمن لقرار 1754 ،أشار السيد بان كي مون إلى المشاورات التمهيدية لهذه المفاوضات وكذا حول سير المفاوضات بمانهاست بمشاركة وفود المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا بحضور السيد بيتر فان والسوم.
وجاء في التقرير الذي يتكون من صفحتين أن " الأطراف أجروا مشاورات منفصلة مع مبعوثي الشخصي وعقدوا اجتماعات وجها لوجه لأول مرة منذ المفاوضات المباشرة في لندن وبرلين سنة 2000 ".
وبعدما ذكر بمداخلة الأمين العام المساعد في الشؤون السياسية بالأمم المتحدة السيد لين باسكو في افتتاح هذه المفاوضات والتي أشار فيها إلى أن " نجاح أو فشل المفاوضات سيكون رهينا في آخر المطاف بتوفر الإرادة السياسية للأطراف لتسوية خلافاتهم عن طريق الحوار وبروح من التوافق "،أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنه خلال النقاشات،"جدد الأطراف تشبثهم بالمسلسل وأبدوا حرصهم على تفادي أن يكونوا سببا في وقف هذه المفاوضات "
وأضاف قائلا " بالرغم من أن الطرفين أكدا احترامهما لمبدأ تقرير المصير وقبولهما لقرار 1754 (2007 ) لمجلس الأمن التي دعت إلى هذه المفاوضات،فإن مواقفهم تبقى متباعدة بخصوص إعطاء تعريف لتقرير المصير".
وأشار إلى أنه " في ملاحظاته النهائية،عبر مبعوثي الشخصي عن ارتياحه للمناخ الإيجابي الذي ساد المفاوضات غير أنه أضاف أن هذا ليس كافيا لسير مسلسل للمفاوضات بشكل جيد ".
وقد ضم تقرير الأمين العام للأمم المتحدة ملحقا لبيان فان والسوم عقب مفاوضات يونيو الأخير والذي انخرط فيها الأطراف بقبولهم " مواصلة مسلسل المفاوضات بمانهست في الأسبوع الثاني من شهر غشت المقبل ".
وكان بان كي مون قد ذكر في تقريره بالمشاورات التمهيدية لمبعوثه الشخصي من أجل التحضير للقاء مانهاست سواء مع ممثلي الأطراف أو مع " الدول الأعضاء المعنية كإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفدرالية روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة "
وخلال هذه المحادثات،يشير السيد بان كي مون " لاحظ إرادة المحافظة على الوتيرة في اتجاه مسلسل للمفاوضات وتقديم دعم سياسي والمساعدة التي تمكن من جعل هذه المفاوضات ممكنة ".
وأضاف أن مبعوثه الشخصي جدد له " بأن مجلس الأمن أشار باستمرار وبطريقة واضحة إلى أنه لن يفرض حلا لقضية الصحراء الغربية لكنه يحرص على مساعدة الأطراف للتوصل إلى حل سياسي مقبول من جميع الأطراف يمكن من ضمان تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية ".
ويندرج تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول مفاوضات مانهاست في إطار تطبيق قرار 1754 لمجلس الأمن والذي دعا الأطراف إلى " الانخراط في المفاوضات بحسن نية دون شروط مسبقة آخذين بعين الاعتبار التطورات التي حدثت في الأشهر الأخيرة " كما التمس من السيد بان كي مون تقديم تقرير بهذا الشأن.
وكان المغرب قد قدم في أبريل الماضي مبادرة حول التفاوض بشأن نظام للحكم الذاتي لجهة الصحراء كثمرة لمشاورات واسعة على المستوى الوطني والدولي.
ونوه مجلس الأمن بهذه المبادرة في قراره الأخير الذي وافق عليه بالإجماع " مشيدا بالجهود الجادة والصادقة " للمغرب من أجل التوصل إلى حل نهائي لهذه القضية.

المصدر: و م ع

2‏/7‏/2007

رئيس الكوركاس في دورة العيون الاستثنائية: "...كل حل يرضي الجميع هو تقرير للمصير

قال رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في الدورة الاستثنائية التي عقدها المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية " إننا نريد أن نقول لإخواننا في جبهة البوليساريو بأنه يجب عليهم ان يعلموا بأن قضية الصحراء قضية تتطلب كثيرا من الواقعية وكثيرا من التراضي لإيجاد حل يرضي الجميع, (...) وكل حل يرضي الجميع , هو تقرير للمصير"، وأضاف خلال اختتام أشغال الدورة التي انعقدت تنفيذا للتعليمات الملكية" إنني أطلب منهم كما طلبت منهم ذلك في نيويورك ان يعترفوا بان القضايا السياسية لا تحل إلا عن طريق التراضي والتوافق
وتداول المجلس خلال هذه الدورة آخر مستجدات قضية وحدة المغرب الترابية على ضوء المفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية يومي 18 و 19 من الشهر الجاري بمنهاست.
وفي ختام أشغال هذه الدورة تلا السيد ماء العينين بن خليهنا الكاتب العام للمجلس برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس من رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية باسمه الخاص ونيابة عن كافة أعضاء المجلس .
وكانت أشغال هذه الدورة التي أمر جلالة الملك بانعقادها بمدينة العيون قد افتتحت عشية يوم الجمعة بحضور وزير الداخلية السيد شكيب بنموسى والوزير المنتدب في الداخلية السيد فؤاد عالي الهمة.
وقد أبرز السد خليهنا ولد الرشيد ان "هذه الدورة الاستثنائية التي أمر جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بانعقادها لتدارس آخر التطورات حول ملف الصحراء وخصوصا فيما يتعلق بالجولة الأولى من المفاوضات التي جرت في ضواحي نيويورك حول الحل النهائي لهذه القضية ,كانت مناسبة لعرض تفاصيل ومجرى هذه المفاوضات".
وقال في تصريح للصحافة عقب اختتام أشغال هذه الدورة " إن أعضاء المجلس ناقشوا وشاركوا بطريقة بناءة ووطنية في تأييد الطريقة التي اتبعت فيها هذه المفاوضات ,وموقف الوفد المغربي فيما يتعلق بسير هذه المفاوضات".
وأكد أن أعضاء المجلس أيدوا مواقف ومبادرات جلالة الملك لإرساء الحل النهائي الذي هو" حل أقر الجميع بأنه لا يمكن أن يكون إلا عن طريق تطبيق مبادرة الحكم الذاتي, كحل نهائي عادل وشامل يرضي جميع الأطراف ويعتبر حسب القانون الدولي تقريرا للمصير تابتا وحقيقيا"
وفي ذات السياق، عقد وزير الداخلية السيد شكيب بنموسى والوزير المنتدب في الداخلية السيد فؤاد عالي الهمة السبت الماضي بمدينة العيون لقاءين الأول مع شيوخ القبائل الصحراوية والثاني مع المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية.
وقد أكدت مختلف الفعاليات التي حضرت هذين اللقاءين تعبئتها وتجندها الدائم وراء جلالة الملك محمد السادس وتأييدها للمبادرة المغربية للتفاوض بشأن تخويل حكم ذاتي لجهة الصحراء.
وأبرز المتدخلون خلال هذين اللقاءين أن هذه المبادرة تكفل لكل أبناء الصحراء مكانتهم وتفتح باب المستقبل أمامهم من أجل تفعيل مسيرة البناء والتنمية بالأقاليم الجنوبية في إطار الوحدة والسيادة الوطنية.
واعتبروا أن المبادرة المغربية التي حظيت بمساندة المجتمع الدولي جاءت لايجاد حل نهائي لمشكل الصحراء الذي طال امده , ولتحقيق الوحدة وفتح الطريق أمام جمع شمل العائلات الصحراوية وتمكين المنطقة من العيش في سلام وأمن واستقرار
وأعربوا عن الامل في أن تخرج المفاوضات حول ملف الصحراء بنتائج ايجابية لحل هذا المشكل المفتعل ولتحقيق طموحات أبناء الصحراء في الوحدة والكرامة .
واستعرض المتدخلون الدور الذي قام به شيوخ القبائل الصحراوية , دفاعا عن الوحدة , عبر مختلف المحطات التاريخية قبل وبعد الاستقلال وفي عهد الوحدة وكذا دورهم في تعبئة أبناء القبائل التي يمثلونها دفاعا عن الوحدة .
كما أشاروا إلى الدور الذي يقوم به المنتخبون في تدبير الشأن المحلي والجهوي والوطني عبر المؤسسات المنتخبة وما يطبع ذلك من أجواء الحرية والديمقراطية .وشددوا على أن أبناء الصحراء هم في أرضهم ومجندين وراء ملكهم جلالة الملك محمد السادس مجددين التأكيد على تمسكهم بهويتهم المغربية .
وقدمت أيضا بالمناسبة نظرة عن مختلف أوجه التنمية بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء وخاصة فيما يتعلق بالمنجزات التي شهدتها القطاعات التجهيزية من طرق وموانيء ومطارات وبنية تحتية مختلفة والمشاريع المهيكلة والسكن والصيد البحري وغيرها من المنجزات والمشاريع المنجزة او التي هي في طور الانجاز وما واكب ويواكب ذلك من استثمارات ضخمة.
واعتبر المتدخلون أن الجهة تعتبر ورشا من التنمية الاجتماعية والثقافية والرياضية بفضل المجهودات المبذولة في إطار من التكامل بين المنتخبين والسلطات المحلية وبتعاون مع مجموعة من الشركاء .
ولم يفت المتدخلين خلال هذين اللقاءين طرح بعض انشغالات الساكنة وخصوصا فيما يتعلق بالتشغيل والسكن داعين إلى بذل جهود اضافية لتحقيق مزيد من التنمية بالمنطقة.
وقد أبلغ وزير الداخلية السيد شكيب بنموسى الحاضرين عطف ورضا جلالة الملك مشيرا إلى الروابط التاريخية والعريقة القائمة بين قبائل المنطقة والعرش العلوي المجيد.
وأعرب السيد شكيب بنموسى عن الاعتزاز والتقدير لدور الشيوخ الذين يمثلون كل قبائل المنطقة والذين عبروا عبر كل مراحل التاريخ عن تشبثهم بهويتهم المغربية والدفاع عن الوحدة الترابية ووحدة الوطن .
كما نوه بالعمل الجاد الذي يقوم به المنتخبون ورؤساء المصالح الخارجية بتعاون مع مختلف الشركاء معربا عن الاعتزاز بمستوى التنمية الكبير الذي شهدته وتشهده الأقاليم الجنوبية .
وأكد السيد بنموسى في معرض حديثه عن المبادرة المغربية لتخويل حكم ذاتي لجهة الصحراء أن هذه المبادرة جاءت بعد مسلسل مر عبر عدد من المراحل تعامل معها المغرب بحسن نية مذكرا بالعراقيل التي وضعت أمام حل مشكل الصحراء المفتعل والمأزق الذي كان يوجد فيه .
وأبرز أهمية المبادرة المغربية التي جاءت نتيجة استشارة واسعة على الصعيد الوطني والمحلي من خلال سلسلة من الاجتماعات التي عقدت داخل المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية وخارجه مع عدد من الشيوخ والأعيان والمنتخبين الذين عبروا عن مواقفهم التي أخذت بعين الاعتبار.
وأوضح وزير الداخلية أن هذه المبادرة جاءت بحل اعتبره المجتمع الدولي جديا وذا مصداقية ويفتح باب الأمل لكي يكون هناك سلام بالمنطقة ولكي يتم تجاوز المأزق الذي كان فيه مشكل الصحراء المفتعل .
وقال " إن هذه الروح هي التي ذهبنا بها إلى المفاوضات... وكان الموقف الذي عبرنا عنه واضحا , ألا وهو موقف اليد الممدودة".
وأكد أن مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية حل سياسي ونهائي يجعل سكان المنطقة يسيرون أمورهم بأنفسهم ويمكنهم من المشاركة في المؤسسات التي ستكون بالمنطقة من برلمان وحكومة ومؤسسات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية مبرزا أن الحكم الذاتي يعتبر على الصعيد الدولي من أرقى طرق الحكامة الموجودة.
وأكد أنه الحل الوحيد بعد الوصول إلى مأزق في كل المخططات السابقة مشددا على دور الشيوخ والمنتخبين والفعاليات المحلية في التعبئة الشاملة لإنجاح هذا المسلسل والدخول في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وشدد من جهة أخرى على ضرورة المساهمة في إنجاح مسلسل الانتخابات التشريعية القادمة والعمل على أن تمر في إطار من المنافسة السليمة.
وذكر بالبرامج الطموحة التي تعرفها الأقاليم الجنوبية ومن ضمنها برنامج السكن الذي يهم 20 الف بقعة يتم تهييئها من الان إلى اواخر السنة وما ستخلقه الاوراش التنموية في مجال السكن والصيد التقليدي وغيرها من القطاعات التي وظفت لأجلها استثمارات ضخمة من دينامية اقتصادية وتنموية .
ومن جهته أوضح السيد عالي الهمة الوزير المنتدب في الداخلية أهمية التدخلات التي تمت خلال اللقاءين وما طبعها من أجواء تعكس روح الديمقراطية التي يعرفها المغرب.
وأشار إلى الرصيد الحضاري والتاريخي للمغرب الذي يتقدم بحضارته وبرجاله تحت ظل العرش العلوي المجيد .
وأبرز أن هذا الرصيد الثري والغني "هو الذي يميزنا" مؤكدا أن مغرب اليوم المتمسك بهويته والمؤمن بالانفتاح على العصرنة هو مغرب متكافيء الفرص ويعتمد على القدرات البشرية .
وأشار من جهة أخرى إلى مسيرة التنمية التي عرفتها الأقاليم الجنوبية وما حققته من نتائج هامة تجسدها مؤشرات التنمية المرتفعة في مختلف المجالات كالتعليم والصحة والتزود بالماء والكهرباء وغيرها.
وأكد السيد فؤاد عالي الهمة خلال هذين اللقاءين على ضرورة التجند والتعبئة لجمع الشمل ولكي يكون الجميع في مستوى اللحظة التاريخية لانهاء مشكل الصحراء وإنجاح مبادرة الحكم الذاتي.

عن وكالة المغرب العربي للأنباء- بتصرف