27‏/10‏/2008

جبهة البوليساريو مدعوة إلى تقديم اقتراح خلاّق لحل نزاع الصحراء الغربية

وصفت الإدارة الأميركية اقتراح المغرب منح الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً بأنه «المبادرة الأكثر جوهرية منذ فترة». وصرّح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط والمغرب العربي ديفيد ولش، في أعقاب محادثات أجراها مع وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس، بأن بلاده «لا تشارك في شكل مباشر في المفاوضات بين المغرب وبوليساريو للتوصل إلى تسوية النزاع»، غير أنها ترى أن الاقتراح المغربي «يجب أن يتم أخذه في الاعتبار بمزيد من الجدية».

وتمنى ولش على «بوليساريو» القيام بمبادرة في هذا الاتجاه، قائلاً «إذا كان للطرف الآخر رؤيته الخاصة، فيجب عليه اقتراح تغييرات من أجل التقدم، كما هو الحال دائماً، في المفاوضات». ودعا «بوليساريو»، في غضون ذلك، إلى تقديم «اقتراح خلاّق»، في اشارة فسّرتها مصادر ديبلوماسية بأنها تعني عدم الحياد عن إطار الحكم الذاتي، طالما أن المسؤول الأميركي لم يعرض إلى اقتراحها الخاص بالعودة إلى خطة الاستفتاء.

وأعرب ولش عن أمل بلاده في «تقدم عملية المفاوضات» التي ترعاها الأمم المتحدة. وقال: «نشجّع بوليساريو على المشاركة في الجولة الجديدة من المفاوضات، ونأمل أن يتم تحديد موعدها في وقت قريب».

وتأتي دعوة المسؤول الأميركي امتداداً لمبادرات سابقة آخرها دعوة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «بوليساريو» إلى التوجه إلى الجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست «بروح منفتحة».

غير أن المسؤول الأميركي رأى أنه في حال اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وسيطاً دولياً أميركي الجنسية في نزاع الصحراء فإن الأمر «سيكون جيداً»، في اشارة إلى الموفد الدولي المرتقب كريستوفر روس الذي قال عنه إنه ديبلوماسي «يتوافر على تجربة كبيرة في المنطقة، ويمكن أن يكون موضوعياً جداً».

إلى ذلك، أشادت الحكومة البريطانية بالجهود التي بذلها الموفد الدولي السابق بيتر فان فالسوم من أجل التوصل إلى حل نزاع الصحراء. وقال وزير الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية المكلف شمال افريقيا والشرق الأوسط بيل راميل إن حكومة بلاده تشيد بجهوده، وإنها «ستعمل مع المبعوث الشخصي الجديد حال تعيينه»، مؤكداً أن تعيين هؤلاء الموفدين يدخل في اختصاصات الأمين العام للأمم المتحدة و «المملكة المتحدة تحترم هذه الاستقلالية الخاصة».

من جهته، سجّل رئيس الديبلوماسية المغربية الطيب الفاسي الفهري أن تعاطي الأمم المتحدة مع نزاع الصحراء عرف «تطوراً نوعياً» يتجلى، على حد تعبيره، في «تغيير الخطاب واللغة والمصطلحات التي أصبح يعُالج بها هذا الملف». وعرض الوزير أمام مجلس حكومي رأسه عباس الفاسي رئيس الوزراء أول من أمس ملامح هذه التطورات، قائلاً إن «محاولات الجزائر المنهجية لاستصدار قرار يقفز على التطور الديبلوماسي الحاصل ويعمل على اجترار اطروحات متجاوزة باءت بالفشل»، في اشارة إلى المواجهات التي كانت اللجنة الرابعة للأمم المتحدة مسرحاً لها قبل التوصل إلى بيان وفاقي يدعم صيغة المفاوضات ومفهوم الحل السياسي في تقرير المصير.
في غضون ذلك، اكدت مصادر رسمية رفيعة المستوى لـ «الحياة» أن «لا اعتراض للمغرب على تعيين الموفد الدولي الذي يختاره الأمين العام بان كي مون»، وأن المغرب ملتزم المشاركة في الجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست في ضوء الانطلاق من خلاصات الجولات السابقة، وليس البدء من نقطة الصفر